الأحد، 11 ديسمبر 2011

أحونق

أجونق

جدتي...
كانت على جبينها
الكثير من الرماد
وبين حنايا أصابعها
القليل من قطرات اللبن
كانت
تحملنا على متنها
وتبحر بنا
وكنا نشعر بفقرات سلستها
وبين سطل الماء
وفروة رأسها
شتات من الشعر
تروح بين الفحم والدقيق
وكانت خطواتها
تروي لنا
ايقاعات الزمن الغابر
المشبعة بخوار الأبقار
وأجراث الثيران
وصيحات الفتيان
وفي نظراتها
كنا نرى آبائنا
يحملون الحراب المدببة
داخل النهر
يحلمون بالصيد الوفير
وكان لباسها المهترئ
يقول لنا كيف كان زواجها
وكيف كانت كالعجل
تقفز هنا وهناك
بين أبقار مهرها السبعين
والعشيرة تقارب رؤوسها
أن تصافح السحاب
ولما تغني جدتي
كانت تشكل ليالي السمر
واكتمال القمر
وقصة دينق وأشول
والحياة بعد الممات
جدتي...
كانت كل النساء
كل العشيرة
منذ نزولها من السماء
كنا نكمن بداخلها
بكل همومنا وأحلامنا
نرى بعيونها
ونتكلم بعقلها
ونسمع بتردد موجاتها
واليوم
تسكن جدتي بالجوار
في حوارنا
أمام حركتنا
داخل أسمائنا
وتدخل
مع شعاع القمر
لتنير جباهنا